روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | خليل الله إبراهيم...يدعو ربه فى الشعراء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الإعجاز العلمي في القرآن والسنة > خليل الله إبراهيم...يدعو ربه فى الشعراء


  خليل الله إبراهيم...يدعو ربه فى الشعراء
     عدد مرات المشاهدة: 1975        عدد مرات الإرسال: 0

إبراهيم.. خليل الله.. وأبو الأنبياء.. وإمام الموحدين.. له مكانة خاصة فى قلوبنا.. كيف لا وهو له مكانة ومنزلة عالية عند الله جل وعلا؟؟ هذه المنزلة والمكانة ذكرها الله فى الكثير من الآيات ومنها تلك الآيات بسورة الشعراء..

¤ مناظرة إبراهيم لقومه في عبادة الأصنام:

ذكر الله عز وجل فى سورة الشعراء أن إبراهيم إمام الموحدين وأبا الأنبياء قد أنكر على أبيه وقومه عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، وقد تبرأ إبراهيم عليه السلام من أبيه وقومه ومما يعبدون من دون الله تعالى، وسأل إبراهيم ربه جل شأنه أن يعطيه علم النبوة، وأن يلحقه وذريته بالصالحين، وأن يجعل من يأتون بعده من الأقوام والأمم يثنون عليه ثناءً حسناً..

فها هو إبراهيم يدعو الخلق إلى حج بيت الله، لإقامة التوحيد، وألا يجعلوا لله شريكاً في ملكه وخلقه وأمره، ولكنه يجد أباه يصنع الأصنام لقومه، وقومه يعبدونها، فيقول لقومه: {مَا تَعْبُدُونَ}، حتى يقروا بألسنتهم أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر، {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} يعني: حجارة صورناها على هيئة الآدمي، أو هيئة ما فيه الروح، فقال: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ*أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} أي: هل هذه الأصنام تسمع من يناديها؟ وهل هي تنفع أو تضر؟ {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، يعني: نحن نفعل كما فعل آباؤنا، {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ*أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ*فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} يعني: هؤلاء أعداء لي، فكل ما عبد من دون الله فأنا أتبرأ منه، وأعاديه وأظهر العداوة له، إلا الله وحده لا شريك له الذي أعبده ولا أشرك به شيئاً..

ثم يبدأ خليل الله وحبيبه فى ذكر نِعْم ربه عليه فيقول {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} أي: الذي يملك الخلق هو الذي يملك الأمر، فيأمر ويهدي سبحانه، {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}، والذى هو لايتركني ولاغيري من الخلق دون رزق من طعام وماء، ومن أدبه صلاة الله وسلامه عليه نجده ينسب كل شئ الى الله إلا المرض فنراه يقول {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، ثم يكمل قائلا {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ*وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}، فهذا الرب هو الذي يملك الدنيا والآخرة هو، {رَبَّ الْعَالَمِينَ} أي: العالم العلوي والعالم السفلي... فرب كل شيء هو الله سبحانه وهو الذي أعبده ولا أشرك به شيئاً.

¤ دعـــاء خليل الله:

ثم يتوجه إبراهيم عليه الصلاة والسلام الى السماء رافعا يديه، داعياً ربه قائلاً: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا} أي: علماً ونبوة، فهو يسأل الله عز وجل الشيء الذي ينفعه في الدنيا والآخرة، إذاً: فالحكم هو النبوة والعلم والمعرفة بالله سبحانه، وبحدوده وأحكامه سبحانه، {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} يعني: إجعلني في درجة السابقين من الأنبياء وكذلك من يلي الأنبياء والمرسلين، فإجعلني معهم يوم القيامة في درجتهم العالية، قال ابن عباس: أي: اجعلني في أهل الجنة.

ويقول أيضاً: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ} يعني: إجعل من يأتون من بعدي يذكرونني بخير، وكأنه يقصد: ثبتني على هذا الدين ولا تضلني، وإجعلني إماماً للخلق، فإذا إقتدوا بي دعوا لي، فإجعلهم يدعون لي بألسنتهم، ويصدقون ما قلت ولا يكذبونني، ويثنون علي ولا يقبحوني، ثم قال: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ} يعني: إجعلني مع ورثة الجنة الذين يدخلونها، ثم يدعو الإبن البار لأبيه قائلاً {وَاغْفِرْ لِأَبِيَ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} أي: من التائهين المتحيرين الذين تاهوا عن الهدى وذهبوا للضلال..

ثم يختم أبو الأنبياء دعاءه قائلاً: {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ*يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، فالخزي العظيم هو خزي يوم القيامة، وقد يصيب الإنسان في الدنيا شيء من الإهانة أو الإذلال لكن ليس هو الذل ولا الخزي العظيم، فتكون فضيحة أمام الخلائق جميعهم ثم المصير إلى نار جهنم حفظنا الله منها.. فلا ينتفع الإنسان بالمال ولا بالبنين يوم القيامة، إلا أن يكون هذا المال أنفقه في الدنيا في طاعة الله، أو أن يكون ربى الأبناء تربية صالحة على عبادة الله، فينفع الأبناء آباءهم يوم القيامة بشفاعة ونحوها، ولكن في البداية في الموقف العظيم الكل يفر بعضهم من بعض، وكل إنسان يقول: نفسي نفسي..

صلاة الله وسلامه عليك يا أبا الأنبياء...

الكاتب: غادة بهنسي.

المصدر: موقع البوابة الدينية.